الخروج إلى الحرية

المرأة المصرية هي الوجدان الحي الذي حمل الحضارة من جيلٍ إلى جيلٍ، عبر التربية والتعليم والزرع والحصاد، والهدم والبناء، هي فلاحة أو بدوية، الفلاحة تقضي حياتها مكافحة في الغيطان مع زوجها وبناتها وأولادها، والبدوية في النَّجع، تقوم بدورها في حماية كل ما يعتزُّ به البدوي، من عيالٍ ومالٍ وعِرضٍ وكرامَة، ودورها أصعب من دور الفلاحة؛ لأن عُربان الحيط الذين استقروا على حواف وادي النيل، أو في قلب الوداي الأخضر بقرارات سياسية أرادت توطين العربان والإفادة بقدراتهم القتالية الموروثة، ليسوا جميعًا أغنياء، فالقبيلة القوية كثيرة الرجال، حازت الأطيان، وتربَّع شيخ القبيلة فوق الجميع، وبمرور الزمن، نشأت تناقضات اقتصادية فادِحة بين العربان، جعلت منهم قبائل تملك الأطيان، وقبائل ترتزق من بَيع قوة العمل في المدن، وهذا التناقض فرضَ على المرأة البدوية الفقيرة الكفاح المتواصل من أجل رعاية العيال وستر العائلة، وهذا لم يمنع البدويات في عصرٍ تالٍ من اللحاق بالمدارس والجامعات، وتحقيق التفوق الوظيفي والأكاديمي والعلمي، فلنقرأ معًا في هذا الكتاب سيرة رائدات النهضة المصريات.