لعنة روينة

«حبيبتي أُقْحُوانةُ، إذا وصلكِ هذا الجواب سأكونُ قد فارقتُ الحياة، جِئت من الكَرَامِلِ أقصى الجنوب الشرقيِّ لرُوَيْنَةَ، مئات الكيلو مترات بين القريتين، لم أكُنْ أتخيَّل أنني سأقابلكِ وأُحبُّكِ وأفْقدُ في سبيل ذلك الحب كلَّ ثمين، تركت قريتي وأهلي ورضِيْتُ الغُربة والعمل الدؤوب حتى أحصُل عليكِ وتكوني من نصيبي في يوم من الأيام، حفَرْتُ المناجم وعمِلتُ بالليل والنهار، تحمَّلت قَسْوةَ الجبل حتى أعطاني من صفاته الكثيرَ.

لكن ما لم أحسبْه يا أُقْحُوانةُ أنَّ النِيان يبدو أنه موجودٌ بالفعل ويعيشُ في هذا النَّفق، ربما هو حارس تلك القرية، أو ربما ليس له علاقة بها، أو ربما تكون كلُّ تلك الأفكار اجتهاداتٍ من وحْي خَيالي. أما الحقيقة التي أردتكِ أن تعرفيها وتتأكَّدي منها أنني أُحبُّكِ؛ حبًّا جعل من رُوحي هِبَةً لكِ، أردتُ أن أفوزَ بكِ، لكنَّ الموت سيكون هو من سيفوز بي، لم أُخْلِفْ وعْدي معكِ أبدًا ولو كلَّفني الأمرُ حياتي».

تُرى ماذا حدث لـ«صَلِيْلٌ» حبيب أُقْحُوانةُ؟..